ما هو تأثير القيلة المائية على الإنجاب؟

فيما يتعلَّق بالصحة الإنجابية لدى الرجال، يظل موضوع تأثير القيلة المائية على الإنجاب أحد أكثر التساؤلات شيوعًا، خصوصًا في ظل انتشار هذه الحالة بين الذكور بمختلف أعمارهم. ورغم أنها تُصنَّف ضمن المشكلات البسيطة في معظم الأحيان، يدفع القلق الزائد حول احتمالية تأثيرها في القدرة الإنجابية الكثيرين إلى البحث عن إجابات دقيقة ومعلومات موثوقة لأسئلتهم والتي من بينها: ما أسباب القيلة المائية؟ ما هو تأثير القيلة المائية على الإنجاب؟

القيلة المائية هل تسبب العقم؟

يُعد سؤال هل تؤثر القيلة المائية على الإنجاب، إلى جانب السؤال عن هل القيلة المائية تؤثر على الانتصاب، من أكثر الأسئلة الشائعة والمهمة؛ لذا سنجيب عنها فيما يلي.

تحدث القيلة المائية عند تجمع السوائل حول الخصية داخل كيس الصفن، مما يؤدي إلى انتفاخ واضح في هذه المنطقة، وعادةً لا تُشكِّل هذه الحالة خطرًا مباشرًا على الصحة الإنجابية، خصوصًا عندما تكون بسيطة وغير مصحوبة بمضاعفات.

إلا أن القيلة المائية الكبيرة، أو تلك التي تستمر لسنوات دون علاج، قد تضغط على الخصية، مما يُضعف إنتاج الحيوانات المنوية أو يعيق حركتها، ومن ثم قد يظهر تأثير القيلة المائية على الإنجاب بصورة سلبية في هذه الحالة.

ما هي المضاعفات الأخرى المحتملة للقيلة المائية؟

بعد الإجابة عن سؤال هل القيلة المائية تؤثر على الإنجاب يصبح من المهم أيضًا توضيح المضاعفات الأخرى المحتملة لها.

ورغم أن القيلة المائية لا تُسبِّب الألم في أغلب الحالات، فقد يؤدي تجاهل علاجها لفترات طويلة إلى مضاعفات خطيرة، إذ أن زيادة حجم القيلة المائية بصورة مفرطة قد يُؤدي إلى:

• الضغط على الخصية، مما يُقلِّل من تدفق الدم إليها، ويؤثر في وظيفتها.
• التأثير في إنتاج الحيوانات المنوية، مما قد يُضعف الخصوبة.
• تشوُّه كيس الصفن، مما يُؤدي إلى شعور دائم بعدم الارتياح.
• الإصابة بالفتق الإربي في بعض الحالات، بسبب الضغط المزمن في منطقة الصفن.
• احتمالية حدوث التهاب أو عدوى في القيلة المائية، مما يُفاقم المشكلة.

هل يوجد علاج للقيلة المائية دون جراحة؟

الكثير من الرجال يُفضِّلون تجنُّب العمليات الجراحية في المنطقة التناسلية، لذلك يُثار تساؤل دائم حول وجود حلول أخرى.

في حالات القيلة المائية لدى الرُّضع تختفي القيلة بصورة تلقائية خلال العام الأول من الولادة، أما بالنسبة للبالغين، فقد تُستخدم تقنية شفط السوائل باستخدام إبرة، مع حقن مادة تُقلِّل من فرص إعادة امتلاء الكيس.

رغم ذلك، تبقى هذه الوسيلة مؤقتة، وتُسجَّل حالات كثيرة لتكرار امتلاء كيس الصفن بالسوائل بعد فترة وجيزة.

هل عملية القيلة المائية تؤثر على الإنجاب؟

إلى جانب التساؤل عن تأثير القيلة المائية على الإنجاب يشيع أيضًا التخوف بخصوص آثار عملية القيلة المائية على الصحة الإنجابية، وفي الواقع، لا يُشكّل التدخل الجراحي المُتقن أي تهديد على القدرة الإنجابية، على العكس تتحسين الدورة الدموية في الخصية بعد التخلص من الضغط الناتج عن القيلة المائية قد يُساهم في تحسين جودة الحيوانات المنوية، لذا ننصحكم بالبحث عن طبيب مناسب ومعرفة تكلفة عملية القيلة المائية لديه وإجرائها فوريًا إن لزم الأمر.

نصائح هامة للحفاظ على الصحة الإنجابية

اهتمام الرجل بصحته الإنجابية يُقلِّل من احتمالية تعرضه لمشكلات قد تُعيق تحقيق حلم الأبوة. ومن أبرز النصائح التي تُساعد على تعزيز الصحة الإنجابية:

• إجراء فحص دوري للخصيتين، لاكتشاف أي تغيُّرات غير طبيعية مبكرًا.
• تجنُّب ارتداء الملابس الضيقة؛ لأن الحرارة المرتفعة والضغط الزائد على الخصية يؤثر في إنتاج الحيوانات المنوية.
• الابتعاد عن العادات الضارة كالتدخين.
• الحفاظ على وزن صحي، لأن السمنة ترتبط بانخفاض مستوى هرمون التستوستيرون.
• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، لتعزيز الدورة الدموية في منطقة الحوض.

هل يُمكن للقيلة المائية أن تُسبِّب العقم؟

الخوف من العقم بسبب القيلة المائية يشغل أذهان كثير من الرجال. ورغم أن القيلة البسيطة صغيرة الحجم لا تُسبب ذلك، قد يؤدي إهمال الحالات الكبيرة إلى ضعف وظيفة الخصية، إذ أن ضعف إنتاج الحيوانات المنوية أو تشوُّهها بسبب الضغط المُستمر يُمكن أن يُقلِّل من فرص حدوث الحمل.

الخلاصة..

تأثير القيلة المائية على الإنجاب ليس دائمًا أمرًا مُقلقًا، لكن إهمال العلاج، خاصة في الحالات الكبيرة، قد يُؤدي إلى مضاعفات تُؤثر على الخصوبة بصورة سلبية.

وفي النهاية، يبدأ الحفاظ على الصحة الإنجابية من متابعة أي تغيُّرات في الجهاز التناسلي، وعدم تجاهل الاستشارات الطبية عند ظهور أي أعراض غير مألوفة.