علاج الفتق الإربي عند الأطفال

يعاني العديد من الأطفال والرضع مشكلة الفتق الإربي نتيجة بعض العوامل الوراثية أو المشكلات الخلقية، وهو ما يثير قلق الآباء بسبب طبيعته التي تستدعي التدخل الجراحي في كثير من الأحيان.

في هذا المقال، سنجيب عن أبرز التساؤلات حول علاج الفتق الإربي عند الأطفال ونقدم دليلًا متكاملًا يغطي الجوانب المختلفة لهذا الموضوع.

متى ينبغي علاج الفتق الإربي عند الأطفال؟

يعتمد تحديد العمر المناسب لإجراء جراحة الفتق الإربي عند الأطفال على عدة عوامل، منها حالة الطفل الصحية وشدة الفتق ومدى خطورته وأسبابه.

ففي الحالات التي يُشخَّص فيها الفتق الإربي بعد الولادة مباشرة أو خلال الأشهر الأولى، يُفضل الخضوع للجراحة في أقرب وقت ممكن، خاصة إذا كان الفتق كبيرًا أو ظهرت أعراض اختناق الفتق الأربي – أي اختنقت الأمعاء داخل كيس الفتق- على الطفل.

وبصورة عامة، عادةً ما يكون الأطباء حريصين على علاج الفتق الإربي عند الرضع قبل بلوغهم عمر ستة أشهر لتجنب أي مضاعفات محتملة، إلا إن كان الفتق صغيرًا وغير معقد، فقد يوصي الطبيب بالانتظار حتى يتحمل الرضيع الجراحة بصورة آمنة، عادةً بعد عمر سنة واحدة.

في جميع الأحوال، يتعين اتخاذ القرار بناءً على تقييم الطبيب لحالة الطفل وظروفه الصحية.

هل يمكن علاج الفتق الإربي بدون جراحة للرضع؟

على الرغم من أن بعض الآباء يبحثون عن خيارات غير جراحية لعلاج أنواع الفتق عند الأطفال ومن بينها الفتق الإربي، إلا أن هذا النوع من الفتق لا يُشفى تلقائيًا أو بالعلاجات البديلة، فالعلاج الفعّال الوحيد هو التدخل الجراحي، وترك الفتق دون علاج سيؤدي إلى تفاقم الحالة وزيادة خطر حدوث مضاعفات خطيرة.

ما هو علاج الفتق الإربي عند الأطفال؟

كما ذكرنا، يعتمد علاج الفتق الإربي عند الأطفال على الجراحة كخيار أساسي، التي قد تشتمل على:

علاج الفتق الإربي بالجراحة التقليدية

تُعد الجراحة المفتوحة هي الطريقة التقليدية لعلاج الفتق الإربي، وفيها يفتح الطبيب شقًا صغيرًا في منطقة الفخذ لإعادة الأنسجة البارزة إلى مكانها، ثم تقوية جدار البطن بغرز طبية، وتناسب هذه الجراحة الحالات التي يكون فيها الفتق كبيرًا أو معقدًا.

علاج الفتق الإربي بالمنظار

تُمثل الجراحة بالمنظار خيارًا حديثًا ومتطورًا، إذ تعتمد على تقنيات دقيقة لإصلاح الفتق من خلال شقوق صغيرة، ويُفضل هذا الخيار للأطفال الذين لا يعانون مضاعفات معقدة، ويمتاز بفترة تعافٍ أسرع وانخفاص نسب حدوث ندوب.

وفي كلا الحالاتين، يوصي الطبيب الأبوين الالتزام بتعليمات الصيام قبل الجراحة للطفل، وأن يتوقف عن تناول أي أدوية قد تؤثر في التخدير قبل عملية الفتق الإربي.

تعرف إلى: كم يستمر الألم بعد عملية الفتق الإربي؟

هناك مضاعفات لعملية الفتق الإربي عند الأطفال؟

رغم أن عمليات الفتق الإربي آمنة في معظم الحالات، قد تظهر بعض المضاعفات النادرة مثل العدوى أو النزيف، أو حتى عودة الفتق بعد العملية في بعض الحالات، ولتجنب هذه المضاعفات يجب على الآباء الحرص على اختيار طبيب ذي خبرة في عمليات الفتق الإربي تحديدًا، وأن يلتزما بتعليمات ما قبل وبعد العملية دون إهمال.

نصائح مهمة خلال رحلة علاج الفتق الإربي عند الأطفال

لا تنتهي رحلة علاج الفتق الإربي بمجرد الخروج من غرفة العمليات، بل ينبغي اتباع بعض التعليمات التي تشكّل جزءًا أساسيًا من رحلة التعافي، أهمها:

• مراجعة الطبيب بانتظام بعد الجراحة للاطمئنان على التئام الجرح لدى الطفل.
• تجنب أي نشاط بدني للطفل قد يضغط على منطقة الجراحة.
• الحفاظ على نظافة الجرح ومراقبة أي علامات تدل على حدوث التهاب.

هل يمكن أن يعود الفتق الإربي بعد العلاج؟

نعم، هناك احتمال لعودة الفتق في بعض الحالات، خاصة إذا لم تُتبع تعليمات الطبيب بدقة.

ما العمر المناسب لإجراء جراحة الفتق الإربي؟

يمكن إجراء الجراحة بمجرد التشخيص، ولا يوجد حد أدنى للعمر إذا كانت الحالة تستدعي التدخل الفوري.

في الأخير، علاج الفتق الإربي عند الأطفال أمر هام للحفاظ على صحتهم وتجنب حدوث المضاعفات التي قد تؤثر في مستقبلهم، لذا، لا تتردد في استشارة الطبيب إن عانى طفلك منها لتقديم الرعاية المثلى لطفلك.