ما هو الختان للذكور؟ دليل طبي شامل عن الجراحة

احدث المقالات

دعنا نساعدك!

مزيد حول طرق التواصل

عادةً ما تُجرى عملية الختان للذكور في مجتمعاتنا العربية لأسباب دينية، لكنه يثير العديد من التساؤلات حول ضرورته وفوائده الصحية، فالبعض يراه خطوة وقائية لتعزيز النظافة وتقليل خطر العدوى، بينما يتساءل آخرون عن تأثيره على المدى الطويل. لذلك يطرح الآباء عدة تساؤلات، ما هو الختان للذكور من الناحية الطبية؟ وكيف يُجرى؟ وهل هناك فوائد تفوق المخاطر المحتملة؟

في هذا المقال، نستعرض كل أهم معلومات عن الختان ينبغي للآبوين معرفتها، لتكون لديهم صورة واضحة بناءً على الأدلة العلمية الحديثة.

ما هو الختان للذكور؟

الختان للذكور هو إجراء جراحي تُزال فيه القلفة، وهي الجلد الذي يغطي رأس القضيب، ورغم تعدد فوائد الختان، من المهم استشارة الطبيب لتقييم الحالة الصحية للطفل قبل اتخاذ قرار إجراء العملية؛ للتأكد من عدم وجود مشكلات صحية، مثل التشوهات الخلقية في القضيب، والتي قد تؤثر في العملية أو تستدعي تأجيلها.

ما هو الهدف من ختان الذكور؟

وعند التساؤل: ما هو الختان وما الهدف منه؟، يمكن اعتباره إجراءً وقائيًا له فوائد متعددة، منها:

  • تقليل خطر التهابات المسالك البولية.
  • تحسين النظافة الشخصية.
  • الحد من خطر الإصابة ببعض الأمراض الجلدية، مثل التهاب القلفة.
  • الوقاية من بعض المشاكل الصحية في المستقبل.
  • تقليل خطر الإصابة بسرطان القضيب.

ماذا يحدث إذا لم يتم ختان الذكور؟

في حال إن لم يُخضع الأبوين طفلهم للختان يصير عرضه للعديد من الأمراض والمشكلات التناسلية، منها:
  • زيادة خطر الإصابة بالالتهابات، إذ تُشير الدراسات إلى أن الذكور غير المختونين أكثر عرضه لعدوى المسالك البولية، خاصة في السنة الأولى من العمر.
  •  صعوبة في تنظيف العضو الذكري مع التقدم في العمر في ظل وجود (القلفة) ما يتسبب في تجمع البكتيريا والإصابة بالالتهابات أو ظهور رائحة غير مرغوبة.
  •  احتمال حدوث تضيّق في القلفة (Phimosis)، وهي حالة لا تنسحب فيها القلفة بسهولة، وقد تُسبب ألمًا أو مشاكل في التبول أو العلاقة الزوجية لاحقًا.
  • زيادة احتمال الإصابة ببعض الأمراض المنقولة جنسيًا (عند الكبار)، فبعض الدراسات أشارت إلى أن الرجال غير المختونين أكثر عرضة لبعض الأمراض الفيروسية مثل HPV أو فيروس نقص المناعة (HIV) في حال وجود علاقات غير آمنة.

متى وقت الختان المناسب؟

يختلف توقيت عملية الختان للذكور حسب الحالة الصحية للطفل. في العادة، يكون سن الختان المناسب خلال الأيام الأولى بعد الولادة؛ لأن التعافي يكون أسرع والمضاعفات أقل. ومع ذلك، قد تستدعي بعض الحالات تأخير الختان، مثل:

  • معاناة الطفل من مشاكل صحية، مثل مشاكل في التنفس أو انخفاض الوزن.
  • وجود مشاكل صحية متعلقة بالجهاز التناسلي مثل الإحليل السفلي.
  • وجود اضطرابات في سيولة الدم.

لذلك، ينبغي استشارة الطبيب اتخاذ القرار، وفي حال وجود مشكلة تمنع الختان يمكن إجراؤه في مراحل لاحقة من العمر، لكن في هذه الحالات قد يكون التعافي أبطأ ويتطلب مزيدًا من الرعاية الطبية.

كيف تتم عملية الطهارة للذكور؟

تُجرى عملية الختان للذكور عبر خطوات طبية محددة، تختلف تقنياتها وفقًا للطريقة المستخدمة وتشمل العملية المراحل التالية:

التخدير

يُستخدم التخدير الموضعي عادةً عند إجراء عملية الطهارة للرضع، ويُستخدم كريم مخدر أو حقنة مخدرة في المنطقة، بينما قد يكون التخدير العام ضروريًا في عملية طهارة الأطفال الأكبر سنًا والبالغين لتقليل الألم والانزعاج في أثناء الإجراء.

تثبيت القلفة

تُستخدم أدوات جراحية خاصة لتثبيت القلفة قبل إزالتها، وذلك لتقليل النزيف وضمان دقة القطع.

إزالة القلفة

تُزال القلفة بعد تثبيتها بعدة طرق، وتُعتمد أنواع الختان على عدة عوامل، مثل عمر الطفل، والحالة الصحية العامة، لذلك من الأفضل استشارة الطبيب لمعرفة الطريقة الأنسب لكل حالة، ومن تلك الطرق:

  • طريقة الحلقة البلاستيكية: يتم وضع حلقة صغيرة حول القلفة، مما يؤدي إلى سقوطها تلقائيًا بعد عدة أيام.
  • الختان الجراحي التقليدي: تُقص القلفة بمشرط جراحي، ويُغلق الجرح بغرز صغيرة أو تركه يلتئم بصورة طبيعي.
  • طهار الأطفال بالليزر: يستخدم الليزر لإزالة القلفة بدقة وتقليل النزيف، لكنه أقل شيوعًا مقارنةً بالطرق الأخرى.
  • طريقة مشبك الجومكو: تُستخدم أداة معدنية خاصة لقطع القلفة بأمان وتقليل النزيف في أثناء العملية، وهي أفضل طرق الختان إلى الآن.

يجب أن يُجرى الختان تحت إشراف طبيب مختص لضمان أفضل النتائج وأقل قدر من المخاطر.

كيف يمكن علاج جرح الختان؟

بعد إجراء الختان للذكور، يتساءل الآباء:  كيف أعتني بطفلي بعد الختان لضمان تعافيه بشكل سليم وتقليل أي مضاعفات محتملة؟

إن العناية الصحيحة تساعد على التئام الجرح بسرعة وتجنب العدوى أو التهيج، ومن خطوات علاج الجرح:

الحفاظ على نظافة الجرح

اغسل المنطقة بلطف باستخدام ماء دافئ وصابون خفيف، مع تجنب المواد الكيميائية القوية أو المناديل المبللة المعطرة، ومن المهم عدم فرك الجرح في أثناء التنظيف، بل اكتفِ بغسله برفق وتركه يجف طبيعيًا.

تغيير الحفاضات بانتظام

تأكدِ من تغيير حفاضات الطفل فور تبوله للحفاظ على الجرح جافًا ونظيفًا، ويمكن وضع الفازلين أو مرهم مضاد حيوي على موضع الختان لمنع الالتصاق بالحفاض وتقليل التهيج.

تقليل الاحتكاك والضغط

ارتداء حفاضات فضفاضة أو ملابس قطنية واسعة يقلل من الاحتكاك ويساعد في راحة الطفل، مع تجنب الضغط المباشر على الجرح، وحمل الطفل بلطف عند تغيير وضعه.

مراقبة علامات العدوى

من الطبيعي حدوث احمرار أو تورم طفيف خلال الأيام الأولى، لكن إذا لاحظت نزيفًا شديدًا أو إفرازات ذات رائحة كريهة أو تورمًا متزايدًا، يجب استشارة الطبيب فورًا.

تخفيف الألم والانزعاج

إذا كان الطفل يشعر بعدم الارتياح، يمكن استشارة الطبيب بشأن إعطاء جرعة مناسبة من مسكن الألم مثل الباراسيتامول، وقد يكون الطفل أكثر انزعاجًا في الأيام الأولى، لذا يجب تهدئته وتوفير بيئة مريحة له.

من الأسئلة التي تتكرر في ذهن الأمهات بعد إجراء الختان للذكور: متى يلتئم جرح الختان؟ وما هو شكل الختان الصحيح للذكور؟ وعادة ما يلتئم الجرح عادةً خلال 7 إلى 10 أيام عند العناية به بصورة صحيحة والحفاظ على نظافته. ومع ذلك، يجب متابعة أي تغيرات غير طبيعية والتواصل مع الطبيب عند الحاجة لضمان تعافي الطفل بشكل آمن وسليم.

متى يكون الختان ضروريًا طبيًا؟

قد تؤدي أضرار عدم الختان للذكور إلى مشكلات صحية تستدعي التدخل الجراحي، و يصبح الختان ضروريًا في بعض الحالات الطبية، مثل:

  • التضيق القلفي: عندما تكون القلفة ضيقة جدًا، مما يمنع سحبها للخلف، أو عندما تُسبب ألمًا أو صعوبة في التبول.
  • التهابات القلفة المتكررة: يمكن أن تؤدي الالتهابات المتكررة في القلفة ورأس القضيب إلى ألم مزمن ومشكلات صحية تتطلب علاجًا دائمًا.
  • التهابات المسالك البولية المتكررة: في بعض الحالات، قد يكون الختان ضروريًا للحد من تكرار التهابات الجهاز البولي.
  • انحباس القلفة: وهي حالة طبية خطيرة تحدث عندما تُسحب القلفة للخلف ولا تعود إلى وضعها الطبيعي، مما قد يؤدي إلى احتباس الدم وتورم القضيب، وقد يستدعي تدخلًا جراحيًا عاجلًا.

مع تعدد المشكلات الصحية التي قد يسببها عدم الختان، يظل التساؤل مطروحًا: هل عدم الختان يؤثر على العلاقة الزوجية؟

إن عدم الختان لا يؤثر بشكل مباشر على العلاقة الزوجية، لكن قد يؤدي عدم الختان إلى زيادة خطر الالتهابات الموضعية أو العدوى البكتيرية والفطرية، مما قد يسبب تهيجًا أو انزعاجًا في أثناء العلاقة.

ما المضاعفات المحتملة بعد عملية الطهارة للذكور؟

توجد بعض الآثار الجانبية للعملية، منها ظهور قيح أصفر بعد الختان أو احتباس البول بعد الختان، وهي أعراض طبيعية تزول بعد فترة، إلا أن للجراحة بعض الأضرار والمضاعفات المحتملة الأكثر خطورة، خاصة إذا لم يُجرى بطريقة صحيحة أو في بيئة طبية غير معقمة. تشمل أبرز أضرار عدم الختان للذكور المحتملة ما يلي:

  • النزيف: من المضاعفات الشائعة بعد الختان، خاصة إذا كان الطفل يعاني اضطرابًا في سيولة الدم غير المشخص مسبقًا، وفي معظم الحالات يكون النزيف طفيفًا، لكن إذا استمر لفترة طويلة أو كان شديدًا، فقد يتطلب تدخلاً طبيًا لوقفه.
  • العدوى: قد تحدث العدوى في موضع الجرح إذا لم تُتبع إجراءات التعقيم والعناية بالجرح بعد العملية بشكل صحيح، وتشمل أعراض العدوى الاحمرار الشديد، التورم، خروج إفرازات ذات رائحة كريهة، أو ارتفاع درجة حرارة الطفل.
  • إزالة غير متساوية للقلفة: في بعض الحالات، قد تُزال القلفة بشكل غير متساوٍ، مما يؤدي إلى الجلد الزائد بعد الختان، الذي قد يؤثر في الشكل الجمالي للقضيب، قد يختفي الجلد الزائد مع نمو الطفل، لكن إذا استمر، فقد يكون هناك حاجة إلى إجراء تصحيحي.
  • انكماش أو دفن القضيب: عند الأطفال الذين لديهم دهون زائدة في منطقة العانة، قد يبدو القضيب مدفونًا بعد الختان نتيجة لانكماش الجلد المحيط به وعادةً ما تتحسن هذه الحالة مع نمو الطفل، لكن في بعض الحالات، قد تتطلب تصحيحًا جراحيًا.
  • التصاقات أو تضيق فتحة البول: قد يحدث التصاق بين الجلد المتبقي ورأس القضيب، وقد يستدعي علاج التصاق الجلد بالحشفة بعد الختان تدخلًا طبيًا لفصل الجلد، وفي حالات نادرة، قد يؤدي الالتهاب المزمن بعد الختان إلى تضيق في فتحة مجرى البول، مما قد يسبب صعوبة في التبول.
  • تورم ذكر الطفل بعد الختان.

رغم أن عملية الختان للذكور تُجرى بأمان في معظم الحالات، إلا أنها قد تنطوي على بعض الأضرار المحتملة ويمكن تقليل هذه المخاطر من خلال اختيار طبيب مختص والحرص على العناية الصحيحة بالجرح بعد العملية ومراقبة أي علامات غير طبيعية.

كيف أختار طبيبًا مناسبًا لإجراء الختان؟

إن اختيار الطبيب المناسب لإجراء الختان للذكور خطوة مهمة لضمان إجراء العملية بأمان وتقليل المضاعفات المحتملة.

عند البحث عن طبيب مختص، يجب مراعاة بعض العوامل الأساسية التي تضمن حصول الطفل على أفضل رعاية ممكنة، ومنها:

التخصص والخبرة

يفضل أن يكون الطبيب متخصصًا في جراحة الأطفال، ولديه سجل ناجح في إجراء الختان باستخدام تقنيات حديثة وآمنة.

التقنيات المستخدمة

تختلف أنواع الختان، مثل استخدام الحلقة البلاستيكية أو المشبك الجراحي أو الختان الجراحي التقليدي، لذلك من المهم معرفة التقنية التي يستخدمها الطبيب ومناسبتها لحالة الطفل، ويجب أن يوضح الطبيب الفوائد والمضاعفات المحتملة لكل طريقة.

النظافة والتعقيم

تأكد من أن الطبيب يعمل في بيئة معقمة ويستخدم أدوات طبية نظيفة لتقليل خطر الإصابة بالعدوى، ويفضل اختيار عيادة أو مستشفى معتمد يطبق معايير السلامة الطبية.

القدرة على التعامل مع المضاعفات

من المهم اختيار طبيب يمكنه التعامل مع أي مضاعفات نادرة قد تحدث بعد العملية، مثل النزيف أو الالتهابات وتوفير متابعة بعد العملية لفحص التئام الجرح والتأكد من عدم وجود مشكلات.

تقييمات المرضى وآراء الأهل

يمكن البحث عن آراء الأهل الذين أجروا الختان لدى الطبيب نفسه، لمعرفة تجاربهم ومدى رضاهم عن النتائج.

من خلال البحث عن طبيب مؤهل وذي خبرة، والتأكد من استخدامه تقنيات معقمة وحديثة، يمكن للوالدين اتخاذ قرار مطمئن لصحة طفلهم.

وفي الختام، بعد التعرف على ما هو الختان للذكور وفوائده ومضاعفاته،

نوجه بعض النصائح للآباء المقبلين على مرحلة ختان أطفالهم تحت عنوان

إيه أهم الحاجات اللي لازم تعرفها قبل ختان طفلك؟

  • أولًا، اختيار طبيب متخصص في جراحات الأطفال.
  • ثانيًا، التأكد من أن الطفل لا يعاني مشكلات صحية مثل اضطرابات سيولة الدم أو عيوب خلقية في الجهاز البولي أو التناسلي، فقد تستلزم هذه الأمور تأجيل الختان.
  • ثالثًا، مناقشة الطبيب حول التقنية الجراحية المناسبة لعمر الطفل وحالته الصحية.
  • أخيرًا، الالتزام بتعليمات الطبيب بعد الختان، لضمان التعافي السريع وتجنب أي مشكلات صحية مستقبلية.

يبقى القرار معتمدًا على الحالة الصحية والتوصيات الطبية. الأهم هو العناية الجيدة بعد الختان لضمان التعافي وتجنب أي مشكلات صحية مستقبلية.

لا تتردد في التواصل مع دكتور رضا القاضي -استشاري جراحات وتجميل الاختلافات الخلقية في الأطفال وحديثي الولادة – للحصول على استشارة طبية متخصصة حول ختان الذكور. إن اختيار الطبيب المناسب يساهم في تقليل المخاطر وضمان نتائج جيدة، لذا استشر الطبيب المتخصص لضمان صحة طفلك وسلامته.