شكل فتق السرة عند حديثي الولادة والرضع

من الطبيعي أن تُراقبي التفاصيل الصغيرة في جسد طفلك منذ لحظاته الأولى، وقد تلاحظين أن سرة مولودكِ بارزة أو منتفخة قليلًا، ما يثير قلقك وتساؤلاتك: “هل الأمر طبيعي؟ أم يُشير إلى مشكلة ما مثل الفتق السري؟”.

لا داعي للقلق، فأنتِ لستِ وحدك، فالكثير من الأمهات يواجهن نفس التساؤلات، وفي هذا المقال، سنُجيبكِ عن كل ما يتعلق بشكل فتق السرة عند حديثي الولادة، ونُوضّح لكِ الفرق بين السرة البارزة الطبيعية وغير الطبيعية، ومتى تحتاجين لمراجعة الطبيب.

شكل فتق السرة عند حديثي الولادة

يظهر شكل الفتق السري عند حديثي الولادة على هيئة نتوء أو بروز واضح في السرة، ويزداد وضوحًا عندما يبكي الطفل أو يسعل أو في أثناء التبرز، ثم يَخفُت أو يختفي عند هدوئه أو في أثناء النوم.

ويَتنوع شكل هذا البروز بين المستدير والبيضاوي، وقد يتفاوت حجمه من بضعة سنتيمترات إلى حجم أكبر نسبيًا، وعند لمسه بلطف يمكن دفعه إلى الداخل بسهولة، دون أن يُسبب أي ألم للرضيع.

ما سبب معاناة بعض الأطفال مشكلة الفتق السري؟

يُعد الفتق السري من أكثر الحالات شيوعًا بين حديثي الولادة، ويحدث عندما يندفع جزء من الأمعاء أو الأنسجة الداخلية عبر فتحة صغيرة في عضلات البطن عند موضع السرة -نفس الفتحة التي كان يمر عبرها الحبل السري داخل الرحم-.

ومن الطبيعي أن تُغلق هذه الفتحة تدريجيًا بعد الولادة، لكن في بعض الحالات، تبقى مفتوحة، ما يؤدي إلى ظهور شكل الفتق السري عند الرضع.

هل السرة البارزة عند المواليد طبيعية؟

نعم، في كثير من الأحيان، تُعد السرة البارزة عند المواليد حالة طبيعية، خاصةً خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة، فبعد سقوط الحبل السري، قد تبدو المنطقة منتفخة أو مرتفعة قليلاً، وهذا جزء طبيعي من عملية التئام الأنسجة، وغالبًا ما يزول بمرور الوقت ليأخذ شكل السرة الطبيعي.

لكن إذا لاحظتِ أن البروز مستمرًا أو يزداد وضوحًا مع بكاء الطفل أو في أثناء الإجهاد، وكان ليّن الملمس ويتغير حجمه عند الضغط، فننبئك أن هذه الهيئة هي شكل الفتق السري عند حديثي الولادة، ومن الأفضل استشارة طبيب الأطفال للتأكد من الحالة ومتابعتها بالأسلوب المناسب.

متى تكون سرة الرضيع غير طبيعية؟

رغم أن شكل الفتق السري عند حديثي الولادة يكون في الغالب غير مؤلم ويزول تلقائيًا، فإن هناك علامات معيّنة قد تُشير إلى وجود مشكلة تستدعي التدخّل الطبي، وتُعد سرة الرضيع غير طبيعية إذا ظهر أحد هذه الأعراض:

• استمرار بروز السرة بعد عمر السنة دون تحسّن ملحوظ.
• زيادة حجم البروز مع مرور الوقت بدلًا من انكماشه.
• تغيّر لون الجلد حول السرة إلى الأزرق أو البنفسجي.
• تحوّل الفتق إلى كتلة صلبة لا يمكن دفعها إلى الداخل.
• بكاء الطفل بشدة عند لمس السرة.
• ظهور أعراض مقلقة مثل القيء المتكرر أو صعوبة الإخراج.

وفي مثل هذه الحالات، يجب التوجه إلى طبيب الأطفال فورًا، إذ قد تُشير الأعراض إلى مضاعفات مثل انحباس الفتق، وهي حالة نادرة لكنها خطيرة، وقد تتطلب تدخّلًا جراحيًا عاجلًا للحفاظ على صحة الطفل.

كيفية التعامل مع الفتق السري

في أغلب الحالات، لا يتطلّب الفتق السري أي علاج طبي مباشر، إذ يلتئم تلقائيًا خلال السنة الأولى من عمر الطفل، ومع ذلك، هناك بعض الإرشادات المنزلية البسيطة التي تساعد على متابعة الحالة، وفيما يلي أهمها:

• الامتناع تمامًا عن استخدام الوسائل التقليدية مثل ربط السرة، إذ أن هذه الوسائل لا تفيد وقد تسبب التهابات أو مضاعفات خطيرة.
• الحفاظ على نظافة السرة وتجفيفها بعناية بعد الاستحمام.
• مراقبة شكل فتق السرة عند حديثي الولادة، وحجم البروز وتغيّراته بمرور الوقت، وتدوين أي ملاحظات غير معتادة لمشاركتها مع الطبيب.
• تجنّب الضغط المباشر أو التعامل العنيف مع منطقة الفتق.
• الالتزام بالمتابعة الدورية مع طبيب الأطفال للتأكد من تحسن الحالة.

إن لم يختف الفتق خلال المدة المذكورة أعلاه يُصبح التدخل الجراحي وإجراء عملية فتق السرة الحل الأنسب لحماية الطفل من مضاعفات صحية عديدة.

ختامًا ..

يُعد الانتباه إلى شكل فتق السرة عند حديثي الولادة والحرص على متابعة صحتهم ضرورة ملحّة، ورغم أن السرة البارزة عند المواليد قد تبدو مقلقة في البداية، فإنها في أغلب الحالات حالة طبيعية أو فتق سري بسيط لا يسبب أي خطر، ويختفي تدريجيًا مع نمو الطفل.

عزيزتي الأم، راقبي طفلك جيّدًا، وراجعي الطبيب إذا لاحظتِ أي تغيّرات غير معتادة، فالتشخيص وعلاج الفتق السري المبكر يعني راحة بالك وسلامة صغيرك.